أسباب زيادة أيام الدورة الشهرية: دليل شامل
تُعد الدورة الشهرية من العلامات الحيوية لصحة الجهاز التناسلي لدى المرأة. تختلف مدة الدورة الشهرية من امرأة لأخرى، ولكن في الحالات الطبيعية تتراوح مدتها بين 5 و7 أيام. عندما تزداد مدة الدورة عن هذا الحد، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية تتطلب الانتباه. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب زيادة أيام الدورة الشهرية وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة.
ما هي مدة الدورة الشهرية الطبيعية؟
قبل التطرق إلى الأسباب، يجب معرفة أن المدة الطبيعية للدورة الشهرية تختلف من امرأة لأخرى. في معظم الحالات، تتراوح الدورة الشهرية بين 21 و35 يومًا، وتستمر فترة نزول الدم ما بين 2 إلى 7 أيام. إذا استمرت الدورة لأكثر من 7 أيام أو ازدادت غزارتها بشكل غير معتاد، فقد يكون هذا علامة على وجود مشكلة صحية.
1. اختلال التوازن الهرموني
يعتبر التوازن بين هرموني الإستروجين والبروجسترون مفتاحًا لتنظيم الدورة الشهرية. إذا حدث اختلال في هذا التوازن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو زائد في بطانة الرحم، مما يسبب نزيفًا غزيرًا وزيادة في عدد أيام الدورة.
أسباب اختلال التوازن الهرموني:
- مشاكل الغدة الدرقية: سواء كانت فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، فإن اضطرابات الغدة تؤثر بشكل مباشر على توازن الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS): تتميز هذه المتلازمة بزيادة مستويات الأندروجين (الهرمونات الذكرية)، مما يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية وزيادة عدد أيامها.
- اضطرابات الغدة النخامية: قد تؤدي أورام الغدة النخامية المفرزة لهرمون البرولاكتين إلى حدوث اختلال في مستويات الهرمونات الجنسية الأنثوية.
2. عدم حدوث الإباضة
في بعض الحالات، قد تحدث الدورة الشهرية دون إطلاق البويضة من المبيض، وهي حالة تُعرف بـ “عدم حدوث الإباضة”. يحدث هذا عادةً عند النساء اللاتي يقتربن من سن اليأس أو لدى الفتيات في بداية البلوغ. يؤدي عدم الإباضة إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وزيادة عدد أيامها.
3. موانع الحمل
تستخدم العديد من النساء موانع الحمل مثل حبوب منع الحمل أو اللولب الرحمي لتنظيم النسل. ومع ذلك، قد تسبب هذه الوسائل زيادة في مدة الدورة الشهرية أو نزيفًا غزيرًا خلال الأشهر الأولى من الاستخدام.
كيف تؤثر موانع الحمل على الدورة الشهرية؟
- اللولب الرحمي: يمكن أن يسبب اللولب غير الهرموني غزارة في الطمث وزيادة في عدد أيام الدورة، خاصةً في الشهور الأولى من تركيبه.
- حبوب منع الحمل: قد تؤدي الحبوب الهرمونية إلى تقليل عدد أيام الدورة، ولكن عند التوقف عن تناولها، قد تزداد مدة الدورة الشهرية نتيجة التغيرات الهرمونية.
4. بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي)
تعتبر بطانة الرحم المهاجرة من الحالات الشائعة التي تؤدي إلى زيادة أيام الدورة الشهرية. في هذه الحالة، تنمو بطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب نزيفًا غير منتظم وزيادة في عدد أيام الدورة.
الأعراض المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي:
- آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
- اضطراب في انتظام الدورة وزيادة في عدد أيامها.
5. أورام الرحم الليفية وسلائل الرحم
الأورام الليفية وسلائل الرحم هي نموات غير سرطانية قد تتشكل داخل أو حول الرحم. يمكن أن تسبب هذه الأورام نزيفًا غزيرًا وزيادة في عدد أيام الدورة الشهرية، وقد تحتاج إلى التدخل الطبي في بعض الحالات.
الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية:
- نزيف حاد خلال الدورة الشهرية.
- آلام شديدة في منطقة الحوض.
- زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية.
6. اضطرابات النزيف
تؤثر اضطرابات النزيف على قدرة الدم على التخثر، مما يؤدي إلى نزيف غزير خلال الدورة الشهرية. من أشهر هذه الحالات مرض فون ويلبراند، وهو اضطراب وراثي يسبب صعوبة في تخثر الدم، مما يؤدي إلى زيادة أيام الدورة الشهرية.
7. الإجهاض والحمل خارج الرحم
يمكن أن يسبب الإجهاض أو الحمل خارج الرحم نزيفًا حادًا ومستمرًا يشبه نزيف الدورة الشهرية. في حال حدوث هذه الحالات، من المهم استشارة الطبيب فورًا للحصول على الرعاية اللازمة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنتِ تعانين من زيادة في عدد أيام الدورة الشهرية أو نزيف مفرط، يجب عليكِ مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان النزيف شديدًا ويستدعي تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو ساعتين.
- إذا حدث نزيف بعد انقطاع الطمث.
- إذا كنتِ تعانين من نزيف غير منتظم بين الدورات الشهرية.
نصائح لتقليل أيام الدورة الشهرية
- شرب الماء بكميات كافية: يساعد شرب الماء على تسهيل تدفق الدم وتخفيف أعراض الدورة الشهرية.
- تناول الأطعمة الصحية: احرصي على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ واللحوم الحمراء، للحفاظ على مستويات الدم وتعويض الفاقد.
- استخدام كمادات ماء دافئة: وضع كمادات دافئة على منطقة البطن قد يساعد في تقليل آلام الدورة الشهرية وتخفيف غزارة النزيف.
- تجنب السدادات القطنية: استبدلي السدادات القطنية بالفوط الصحية لتقليل احتمالية الالتهابات.